
أشادت سفيرة كندا لدى البلاد عليا مواني ، بالسياسة الحكيمة والمتوازنة التي تنتهجها الكويت في ظل التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة في الظروف الراهنة، مشيرة الى سعي الكويت للوساطة لحل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وتهدئة الاوضاع، واحترام القانون الدولي ، لافتة إلى أن هذا النهج تتبعه السياسة الكندية ايضا.
جاء ذلك في ردود السفيرة مواني على أسئلة «الصباح « والصحافيين في مؤتمر صحافي عقدته في مقر إقامتها، لمناسبة انتهاء فترة عملها في الكويت، وذلك بحضور المسؤولة الاعلامية في السفارة الكندية لمى محمد ناجيا.
وأعربت مواني عن ارتياحها وسعادتها للعمل سفيرة لبلادها في الكويت، « فانا محظوظة ، ومرت فترة عملي بسرعة، وهذه علامة على انها كانت فترة رائعة حقا، وتحققت فيها انجازات كثيرة في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين ،مضيفة: سافتقد الناس والأصدقاء من الكويتيين الذين تعرفت عليهم في اماكن مختلفة مثل الديوانيات التي تتميز بها الكويت، والاطعمة الرائعة الفريدة من نوعها، وساحمل مع كل هذه الذكريات الجميلة.
بداية اللقاءات
أضافت : منذ وصولي إلى الكويت في نهاية نوفمبر 2021 مع الاعلان عن رفع إجراءات «كوفيد - 19» ، وما صاحب ذلك من عودة اللقاءات بين الناس في الاماكن العامة ، وكذلك الانفتاح من قبل المسؤولين في الدولة الذين التقيتهم ، وجدت كل التعاون للانخراط في مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ، وتنمية الاقتصاد والصفقات التجارية وتعزيز اوجه التعاون في جميع المجالات .
وأكدت أنها محظوظة لعملها في الكويت التي تعتبرها كندا شريكا مهما لسنوات عديدة من خلال التعاون في شتى الميادين، ومنها وجود القاعدة الجوية الرئيسية لكندا في المنطقه منذ عام 2011 ، وهذه القاعدة هي عامل تمكين لجميع العمليات الإنسانية والأمنية التي تقوم بها كندا في جميع انحاء المنطقة، مضيفة: « كان لدور الكويت الأثر الكبير في مساعدتنا على نقل نحو 4000 أفغاني وكندي الى كندا ، مشيرة الى التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والدفاعية .
مشاورات سياسية
وتطرقت السفيرة مواني الى العلاقات الوطيدة بين البلدين في المشاورات السياسية والحوارات المنتظمة بين الحكومتين وفي الدفاع والامن والاستثمار والثقافة والامن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية من خلال تدريب مئات من الكويتيين الاطباء في كندا ، في تعاون شراكة مع معهد الكويت للاختصاصات الطبية «كيمز»، والاعتماد الكندي الذي يعتبر من اهم اعتمادات الهيئات الطبية والرعاية الصحية في العالم.
وذكرت انه يوجد نحو 450 طالبا كويتيا يدرسون الطب سنويًا في الجامعات الكندية ، المدرجة في قائمة أفضل الجامعات العالمية .
رئاسة « التعاون» و«مجموعة السبع»
وأشارت مواني الى ان الكويت تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، فيما تتراس كندا مجموعة السبع ، ويمكن لدولتي الرئاسة القيام بدور ريادي من خلال الاتصالات بين كبار المسؤولين في البلدين ، مشيرة الى أهمية استمرار التواصل بين كبار المسؤولين في البلدين لبناء الجسور في مجالات جديدة مع بروز فرص مختلفة، مشيرة الى لقاء مرتقب بين وزيري خارجية الكويت وكندا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر المقبل لاجراء مزيد من المباحثات حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ، وهو ما يشكّل خطوة رئيسية نحو تعميق اوجه التعاون ، وستستمر المحادثات بعد ذلك في مجالات أخرى مثل التعاون الاستراتيجي والتنقل وغيرها، لافتة الى انخراط الكويت وكندا في محادثات تتعلق بإصلاح الامم المتحدة.
التأشيرة
ولفتت السفيرة مواني الى سهولة الحصول على تأشيرة الدخول إلى كندا ، حيث أصبحت الان الكترونية بالكامل، وتتم عملية اخذ بصمات الاصابع وتقديم جواز السفر من خلال مكتب VFS لتقديم الطلبات في مدينة الكويت، وتمنح التأشيرة عادة بناء على صلاحية جواز السفر وذلك لتسهيل الإجراءات على المسافرين، ويفضل التقديم في وقت مبكر قبل السفر والإجابة على الأسئلة الموجودة بكل دقة حتى لايرفض الطلب.
برامج مشتركة
ولفتت الى انه اثناء وجودها في الكويت أقامت العديد من البرامج المشتركة مع جهات عدة منها تنفيذ برنامج السفير الشاب والشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ، مع تجربة جيدة جدا في اطار دعم المساعدات الإنسانية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين .
المنصب المقبل
وعن محطتها المقبلة، قالت مواني : سأغادر الكويت لتولي منصبا جديدا في وزارة الخارجية لتنفيذ سياسة بلادي في القطب الشمالي، وهي أولوية قصوى للحكومة الكندية، معربة عن رغبتها في قضاء مزيد من الوقت نفسه مع عائلتها
التكريم الدبلوماسي
في الحفل الوداعي الذي اقامته عمادة السلك الدبلوماسي اشاد العميد سفير طاجيكستان د. زبيد الله زبيدوف بالسفيرة عليا مواني « لانتهاء فترة ولايتها المؤثرة في الكويت، وندرك التقدم القوي والشراكات التي عززتها عبر الدبلوماسية والتنمية والتجارة والمساواة بين الجنسين والتبادل الثقافي».
اضاف : تحت قيادتها، وقعت كندا والكويت مذكرات تفاهم رئيسية بشأن المشاورات والتنمية والرعاية الصحية وتعزيز الروابط المؤسسية وتمكين المبادرات المشتركة. وكان من أبرز الأحداث الاحتفال بمرور 60 عاما على العلاقات الكندية الكويتية في عام 2025، والتي تضم تقويما غنيا من الأحداث، بما في ذلك معرض فني ومباراة هوكي الجليد مشتركة بين كويتيين وكنديين مما عزز روابط قوية بين الناس.
تابع : كانت السفيرة مواني مدافعا قويا عن المساواة بين الجنسين والتنوع والشمول، والشراكة مع المجتمع المدني لتعزيز قيادة المرأة. كما أطلقت برنامج السفير الشاب مع الأمم المتحدة والسفارة البريطانية، مما أعطى الشباب الكويتي خبرة مباشرة في الدبلوماسية.وشملت جهودها الإنسانية دعم تعليم اللاجئين والتواصل مع الشباب بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة. كما حافظت على علاقات قوية مع الخريجين المتعلمين في كندا الذين يساهمون في تنمية الكويت.
وخاطب السفير زبيدوف السفيرة مواني قائلا : لقد تركت قيادتك انطباعا دائما، وأثرى تفانيك ونهجك الشامل ومشاركتك الحقيقية، العلاقات الكندية الكويتية بشكل كبير. ونشكرك على جهودك الدؤوبة ونتمنى لك كل النجاح وأنت تمضي قدما ،وستجد دائما مجتمعا دافئا ومرحبا هنا في الكويت.