
كونا - : وصل إلى البلاد عصر أمس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة والوفد الرسمي المرافق له في زيارة رسمية للبلاد.
وكان على رأس مستقبليه على أرض المطار أخوه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.
كما كان في استقباله رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالإنابة الشيخ عبدالله العلي ووزير الخارجية عبدالله اليحيا وكبار المسؤولين بالدولة.
وتشكلت بعثة الشرف المرافقة له من الديوان الأميري برئاسة المستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن.
ويرافق الرئيس عون وفد رسمي يضم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وعدد من كبار المسؤولين في حكومة الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد جوزاف عون أن العلاقات بين بلاده ودولة الكويت متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد.
وقال الرئيس عون لـ”كونا” لدى وصوله إلى البلاد أمس الأحد في زيارة رسمية “يسرني أن ألبي اليوم دعوة كريمة من أخي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وتأتي زيارتي هذه تأكيدا على عمق العلاقات التاريخية والأخوية المميزة التي تجمع لبنان والكويت”.
وأضاف:”أود أن أعبر عن بالغ تقديري وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا فدولة الكويت كانت ولا تزال سندا قويا للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية”.
وأوضح أنه خلال هذه الزيارة “سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لاسيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم”.
وتابع الرئيس عون: “كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة”.
وأعرب عن تطلعه “إلى لقاء سمو أمير دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين وأثق بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين”.
على صعيد متصل، أكد القائم بأعمال سفارة الكويت لدى لبنان المستشار ياسين الماجد أمس أن زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون الى دولة الكويت تمثل محطة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وقال الماجد في تصريح لـ”كونا” إن زيارة الرئيس اللبناني تأتي تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وشدد على حرص دولة الكويت واستمرارها في دعم استقرار لبنان ووحدة شعبه انطلاقا من الروابط التاريخية والمواقف الثابتة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف الماجد أن دولة الكويت وبتوجيه سام من سمو أمير البلاد لبت نداء الإنسانية والواجب والاخوة خلال عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية الأخير على لبنان بتسيير جسر جوي إغاثي لمساعدة الأشقاء في لبنان.
وأوضح أن ذلك يأتي تأكيدا على التزام دولة الكويت الثابت بالوقوف الى جانب لبنان في مختلف الظروف.
وبين أن توقيت الزيارة يكتسب أهمية خاصة لاسيما أنها تأتي في أعقاب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة مما يعزز فرص الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب مؤكدا دعم دولة الكويت لمسيرة الاستقرار السياسي والتنمية في لبنان.
بدوره، أكد القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية لدى دولة الكويت أحمد عرفة أن زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة العماد جوزاف عون إلى البلاد أمس الأحد تلبية لدعوة كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد تجسد متانة العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين الشقيقين.
وشدد عرفة في تصريح لـ”كونا” على عمق العلاقات التاريخية والمتجذرة بين دولة الكويت والجمهورية اللبنانية مشيدا بما تشهده من تطور مستمر على مختلف الصعد بدعم من قيادتي البلدين الشقيقين.
وقال إن الزيارة تمثل فرصة لتعزيز التعاون الثنائي والتباحث حول سبل تطوير العلاقات في شتى المجالات وهي تأتي في توقيت مهم نظرا إلى التحديات الإقليمية والدولية الراهنة وتشكل مناسبة للتشاور وتبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى أن العلاقات بين الكويت ولبنان تميزت عبر العقود بالمواقف النبيلة والثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين الشقيقين معتبرا أن ما يجمعهما يمثل نموذجا فريدا في العلاقات الدولية.
وذكر أن “زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الكويت تعد الأولى من نوعها” معربا عن تطلعه إلى زيارات متبادلة في المستقبل بين قيادتي البلدين الشقيقين لتعزيز التعاون المشترك.
وأشاد عرفة بالمواقف المشرفة لدولة الكويت تجاه لبنان لا سيما خلال العدوان الإسرائيلي الأخير إذ كانت من أوائل الدول التي أدانت الاعتداء وسارعت إلى تسيير جسر جوي إغاثي بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد رعاه الله لنقل مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية والطبية للبنان.
وأعرب عن تمنياته للكويت بدوام الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادة صاحب السمو أمير البلاد رعاه الله وللبنان بمزيد من التقدم والرفعة مؤكدا عمق المودة بين الشعبين الشقيقين.
وتشكل الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى دولة الكويت ترجمة وتعزيزا للعلاقات الأخوية والتاريخية المميزة بين البلدين الشقيقين والتي ترسخت عبر عقود في مختلف الصعد الثنائية والإقليمية والدولية.
ودائما ما وصفت العلاقات بين البلدين الشقيقين بالوثيقة والوطيدة رسختها الزيارات المتبادلة لقيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما على مدار العقود الماضية والمواقف المشتركة حيال معظم القضايا في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى عشرينيات القرن الماضي عندما التحق عدد من الطلبة الكويتيين بالجامعات والمعاهد اللبنانية قبل أن يبدأ في فترة الأربعينيات توافد الكويتيين إلى لبنان من أجل السياحة والتجارة.
وتعززت تلك العلاقات في الثالث من ديسمبر 1962 حين أنشأ لبنان سفارة غير مقيمة لدى الكويت قبل أن يتخذ أول سفارة له في البلاد في 21 أغسطس العام 1964 فيما افتتحت الكويت العام 1962 أول سفارة لها لدى لبنان وكان محمد الغانم أول سفير للكويت في بيروت.
وتستذكر الكويت بكل امتنان الموقف المبدئي للبنان الشقيق عندما كان أول بلد عربي يدين ويستنكر الغزو العراقي الغاشم للبلاد في الثاني من أغسطس العام 1990 كما كان للكويت مواقف داعمة للبنان في أحلك الظروف التي مر بها.
ولعل من أبرز تلك المواقف الدور المحوري الكويتي في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية حين قادت الكويت العام 1988 اللجنة السداسية التابعة لجامعة الدول العربية وإقرار وثيقة الوفاق الوطني لإسدال الستار على تلك الحرب التي انتهت باتفاق الطائف العام 1989.
وشهد البلدان الشقيقان عبر فترات متعاقبة زيارات متبادلة على أعلى المستويات منها زيارة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح إلى لبنان في 24 أغسطس العام 1993 ليكون أول زعيم خليجي يزور لبنان منذ أن عصفت به الحرب الأهلية العام 1975.
وجاءت زيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بهدف شكر المسؤولين اللبنانيين والشعب اللبناني على الموقف المشرف إبان الغزو العراقي العام 1990 فيما زارها للهدف نفسه الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله حينما كان وليا للعهد وذلك في أغسطس العام 1996.
وفي مايو 2010 زار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد لبنان في زيارة رسمية توجت بتوقيع ست اتفاقيات شملت مجالات التعاون الإعلامي والاقتصادي والتجاري والثقافي والفني وتمويل بناء متحف بيروت وإنشاء لجنة للتعاون الثنائي. وفي يناير العام 2018 زار الرئيس اللبناني السابق ميشال عون الكويت وعقد محادثات مع أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد وعدد من المسؤولين الكويتيين.
وعلى الصعيد الاقتصادي يرتبط البلدان بعلاقات مميزة ترسخها اتفاقيات ومذكرات تفاهم موقعة على مدار العقود الماضية إضافة الى إطلاق “المجلس الاقتصادي الكويتي - اللبناني لرجال الأعمال” الذي أسسه في العام 2018 عدد من رجال الاعمال الكويتيين وتأسيس “مجلس الأعمال اللبناني في الكويت” الذي يضم نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال لتعزيز التعاون والتبادل بين القطاع الخاص بين البلدين.
وطوال العقود الماضية قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مساهمات كثيرة للبنان على شكل قروض ومنح لتمويل المشاريع الإنمائية في مختلف القطاعات لاسيما الصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والزراعة.
وساهمت الكويت في تقديم الدعم للبنان من خلال مشاركاتها في العديد من المؤتمرات الدولية منها مؤتمر “سيدر” لدعم الاقتصاد اللبناني الذي استضافته باريس في أبريل العام 2018 وقدمت خلاله الكويت قروضا ميسرة بقيمة 500 مليون دولار ومؤتمر “روما 2” الذي عقد في مارس العام 2018 لدعم الجيش وقوات الأمن اللبنانية.
كما تجسد الدعم الكويتي للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في حرب يوليو 2006 حين قام وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد بزيارة إلى بيروت أكد فيها وقوف الكويت إلى جانب الشعب اللبناني ثم مشاركة الكويت في عملية إعادة الإعمار عقب تلك الحرب.
ولم تقف المساعدات الكويتية إلى لبنان طوال السنوات الماضية لاسيما في الأزمات الكبيرة التي شهدها منها في الآونة الأخيرة إرسال مساعدات عاجلة في أغسطس 2020 للحد من تداعيات انفجار مرفأ بيروت علاوة على مساهمات كبيرة لمساعدة لبنان على تحمل أعباء وجود اللاجئين السوريين في أراضيه.
وفي نوفمبر العام 2024 أطلقت الكويت جسرا جويا إلى لبنان قدمت خلاله مساعدات إغاثية متنوعة انطلاقا من الدور الإنساني الرائد لها في دعم الأوضاع الإنسانية في الدول الشقيقة والصديقة ودعما للأشقاء في لبنان جراء ما يتعرض له من اعتداءات يرتكبها كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وعلى صعيد القطاع الصحي قدمت الكويت دعما كبيرا لذلك القطاع منه تخصيص جمعية الهلال الأحمر الكويتي في مايو 2021 مبلغا قدره نصف مليون دولار أمريكي لتوفير اللقاحات الخاصة بمكافحة فيروس “كورونا المستجد - كوفيد 19” للشعب اللبناني واللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.
وإضافة إلى تلك المجالات هناك تعاون صحي وإعلامي وثقافي واجتماعي بين البلدين يركز على تبادل التجارب المتميزة والاستفادة من الخبرات والزيارات المتبادلة للوفود المتخصصة وعقد الفعاليات المتنوعة بما يسهم في تطوير تلك المجالات وتعزيزها.