
“وكالات”: في اليوم الـ 98 “أمس الإثنين”، من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بعد خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، استمرت غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق واسعة في القطاع وتركزت قرب مراكز توزيع المساعدات.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بسقوط عشرات الشهداء، بنيران الاحتلال أمس، بينهم 13 كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت جثامين 39 شهيدا، كما استقبلت 317 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
في سياق ذي صلة، تعاني غزة الآن، من عشرات القصص المفجعة من ما بات يُعرف بظاهرة “مفقودي المساعدات” في قطاع غزة، وهي ظاهرة إنسانية متفاقمة، توازي في فظاعتها أرقام الضحايا الذين قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، في خطة أميركية-إسرائيلية مثيرة للجدل.
ولا تقتصر مأساة توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية داخل غزة على سقوط الشهداء والجرحى، بل تمتد إلى فقدان عشرات المواطنين، وتقول السلطات الحكومية في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة 450 فلسطينيا، وأصابت 3466 آخرين، بينما لا يزال 39 شخصا في عداد المفقودين بعد خروجهم بحثا عن الطعام.
وتعود جذور هذه المأساة إلى 27 مايو الماضي، حين بدأت إسرائيل تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر شركة تدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، بدعم من واشنطن، رغم رفض الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية الدولية التعامل معها، واعتبارها آلية غير آمنة، ولا تستوفي الحد الأدنى من شروط الإغاثة الإنسانية.
وزاد الأمر سوءا بعد إغلاق إسرائيل، منذ مارس الماضي، جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما تسبب بانهيار الوضع الإنساني، وتفشي الجوع وانعدام الأمن الغذائي بين السكان.
وتتزايد أعداد المفقودين يوما بعد يوم، وفق ما يؤكده غازي المجدلاوي، رئيس المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسريا (مؤسسة غير حكومية). ويقول لـ “الجزيرة نت”: وصلتنا عشرات البلاغات حول حالات اختفاء لمواطنين غادروا منازلهم نحو نقاط التوزيع ولم يعودوا”.
يضيف أن غياب بيئة آمنة لتوزيع المساعدات واستمرار الاعتداءات في محيط تلك النقاط، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان بعضهم تعرض للاستهداف أو الاعتقال أو حتى القتل، مشيرا إلى صعوبة التوثيق الميداني وانتشال الجثامين في ظل الواقع الأمني المعقد.
وفي تعليق رسمي، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن “ما يجري في نقاط توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية هو مشهد إنساني مفجع، يتحول فيه الجوع إلى فخ دموي محكم”.
يضيف أن “مراكز التوزيع ليست مراكز إغاثة، بل مصائد موت، الاحتلال يستخدمها ضمن خطة مدروسة لاستهداف المدنيين، في مناطق عسكرية مفتوحة يتم إطلاق النار فيها بشكل مباشر على الجموع”.
ويشدد الثوابتة على أن الكارثة لا تقتصر على من فقدوا أرواحهم، بل تطال من لا يزال في عداد المفقودين، وعائلاتهم التي تعيش على أمل هش في غياب أية معلومة.ويرى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استمرار هذا النهج يكشف عن سياسة ممنهجة لإطالة أمد العدوان على غزة، وكسر إرادة أهلها، وضرب نسيجهم المجتمعي تحت غطاء “إنساني زائف”.
من جهة أخرى، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، قنص جندي إسرائيلي في حي الشجاعية، كما ذكرت أنها استهدفت “قوات العدو المتمركزة على جبل المنطار شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بدفعتين من قذائف الهاون”.
وفي الضفة الغربية، ذكرت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المخيم أسفر عن هدم 600 منزل بشكل كامل، وتسبب في نزوح قرابة 22 ألف مواطن بشكل قسري، في حين استشهد 42 مواطنا، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة.