
للعام الثاني على التوالي، تغيب شعيرة الأضحية عن قطاع غزة، بعدما حولت إسرائيل مزارع المواشي إلى أطلال وقتلت ما تبقى من الثروة الحيوانية بالتجويع أو بالقصف، خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا.
ويعد غياب الأضاحي واحدة من أبرز تجليات الحصار والمجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة، نتيجة منع إدخال المواشي، وشح الأعلاف، والاستهداف المتكرر للمزارع والمنشآت البيطرية.
وتعرضت معظم مزارع المواشي في القطاع إلى دمار كلي أو جزئي بفعل القصف الإسرائيلي، فيما نفق آلاف رؤوس الماشية نتيجة التجويع الإسرائيلي الممنهج أو الإصابة أو غياب العلاج البيطري.
ويحل عيد الأضحى غدا الجمعة ليكون رابع عيد يمر على الفلسطينيين مع استمرار الإبادة الجماعية التي خلفت أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
وعلى خلاف الأعياد الثلاثة السابقة، يمر هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة جراء إغلاق إسرائيل المعابر أمام الإمدادات منذ 2 مارس الماضي.
من جهة أخرى أعلنت السلطات الصحية في غزة أمس الخميس استشهاد 70 فلسطينيا في غارات الاحتلال الإسرائيلي المكثفة التي تستهدف مناطق متفرقة من القطاع فيما أصيب 189 آخرون بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وذكرت السلطات الصحية في بيان أن حصيلة عدوان الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت بذلك إلى 54677 شهيدا و125530 مصابا.
وأشار البيان إلى وجود عدد من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف ونقص الإمكانات اللازمة لانتشال الجثامين من تحت ركام المنازل المدمرة.
وأضاف أن قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من الصحفيين في ساحة مستشفى (المعمداني) وسط مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد ثلاثة صحفيين وإصابة عدد من طواقم التمريض والمواطنين الموجودين في محيط الموقع.
كما شنت الطائرات الحربية التابعة للاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على منازل سكنية وتجمعات للمدنيين وخيام للنازحين ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة.
من جانب أخرأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية لم تعاود، توزع المساعدات في غزة، فتح مواقع التوزيع التابعة لها في القطاع، حتى صباح أمس الخميس، بعدما أغلقتها، أمس الأول الأربعاء، عقب سلسلة عمليات قتل بالرصاص بالقرب من مواقعها.
وقالت المؤسسة، المثيرة للخلاف، والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، الأربعاء، إنها لن تعيد فتح مواقع التوزيع في الموعد المعتاد بسبب أعمال الصيانة والإصلاح، ولم تحدد موعد إعادة فتحها.
وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات الأسبوع الماضي، وتعرضت لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية، منها الأمم المتحدة التي حذرت من أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة، بعد حصار إسرائيلي للقطاع استمر 11 أسبوعاً.
وقالت السلطات الصحية المحلية إن ما لا يقل عن 16 فلسطينيا قتلوا في ضربات إسرائيلية على غزة، اليوم الخميس، بينهم 4 صحافيين في غارة على ساحة مستشفى بشمال القطاع.
وسمحت إسرائيل تحت ضغوط عالمية باستئناف عمليات تسليم مساعدات محدودة بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو (أيار). وبعد أسبوع، أطلقت مؤسسة غزة الإنسانية غير المعروفة نسبياً نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات يتجاوز الوكالات التقليدية.
وأوقفت مؤسسة غزة الإنسانية عمليات التوزيع، الأربعاء، وقالت إنها تضغط على الجيش الإسرائيلي لتعزيز سلامة المدنيين خارج محيط مواقعها، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بالرصاص قرب موقع رفح، على مدى 3 أيام متتالية هذا الأسبوع.
ولا تزال التفاصيل الدقيقة لما حدث غير واضحة، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في كل واقعة. وقالت المؤسسة إن المساعدات يجري توزيعها بأمان من مواقعها، دون وقوع أي حوادث.
وذكرت المنظمة الأمريكية أنها وزعت حتى الآن ما لا يقل عن 7 ملايين وجبة.
وتستعين مؤسسة غزة الإنسانية بشركات أمن وشركات دعم وتموين أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى مواقع التوزيع داخل غزة، حيث يجري استلامها من هناك.
ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، قائلة إنها غير محايدة، وتعسكر المساعدات، وتجبر الفلسطينيين على النزوح.
وأنشأت مؤسسة غزة الإنسانية حتى الآن مواقع لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع ووسطه، لكنها لم تنشئ مواقع في الشمال.
والتنقل في القطاع خطير حيث يصعب على الكثيرين الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات، بسبب الصواريخ والقذائف غير المنفجرة.