
«وكالات» : أعلنت الصحة الفلسطينية، أمس الخميس، عن مقتل 18787 وإصابة 50897 جراء القصف الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر.
وتشهد الحرب في غزة، يوماً جديداً من القتال العنيف وحرب الشوارع بين الجيش الإسرائيلي المتوغل في القطاع، والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما الخاسر الوحيد من تلك الحرب المدمرة هو الشعب الفلسطيني والمدنيون الذين أصبح معظمهم مشردين بلا مأوى بعد تدمير منازلهم جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل «العربية» و»الحدث» بإطلاق رشقة صاروخية جديدة من غزة على مستوطنات الغلاف الإسرائيلية، صباح أمس، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن محور صلاح الدين في مناطق شمال وشرق خان يونس «ساحة قتال».
وفيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها استهدفت 4 دبابات ميركافا و4 ناقلات جند إسرائيلية في مدينة غزة، أكدت سرايا القدس قصف موقع صوفا الإسرائيلي وحشود عسكرية في محيطه برشقات صاروخية.
وتزامنا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر بجروحٍ خطرة في المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء، بحسب ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الضابط قُتل نتيجةَ سقوط صاروخٍ مضاد للدبابات على الدبابة التي كان فيها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن مقتل 10 جنود من بينهم قائدان كبيران وعدد من الضباط، خلال المعارك في غزة، ليرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 442 جنديا من هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
هذا وذكر التلفزيون الفلسطيني أن 27 شخصا قتلوا في غارة إسرائيلية على محافظة رفح في جنوب قطاع غزة. وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد ذكرت في وقت سابق أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلين في رفح أسفر عن سقوط 19 قتيلا.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وبحسب وزارة الصحة في غزة، إلى أكثر من 18,600، كما زاد عدد المصابين إلى أكثر من 50 ألفا.
هذا وأعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات تفضي لوقف الحرب من دون «استبعاد المقاومة الفلسطينية من أي ترتيبات» مستقبلية.
وأضاف هنية في كلمة متلفزة: «منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات تفضي لوقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة وقطاع غزة». وحذر زعيم حماس من أن «أي رهان على ترتيبات في غزة أو في القضية الفلسطينية عامة من دون حماس وفصائل المقاومة وهم وسراب».
وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض مجددا على تصريحات الرئيس جو بايدن بأن إسرائيل تفقد الدعم في حربها ضد حركة حماس بسبب «القصف العشوائي» في قطاع غزة.
وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن بايدن تحذيره إسرائيل من أنها قد تخسر الدعم الدولي لحملتها ضد حماس بسبب النهج المتشدد الذي تتبعه، وقوله أيضا إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من «أكثر الحكومات محافظة» في تاريخ إسرائيل ولا تريد حل الدولتين، وهي بحاجة لتغيير ذلك المسار.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» Washington Post عن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، قوله الأربعاء إن انتقادات بايدن لإسرائيل التي أدلى بها خلال حفل لجمع التبرعات في واشنطن «تعكس حقيقة الرأي العام العالمي».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس الخميس، إنه قرر منع المسؤولين عن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين من دخول بريطانيا.
وذكر كاميرون على منصة إكس «يقوض المستوطنون المتطرفون، من خلال استهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين، الأمن والاستقرار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين».
وتابع «يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات أقوى لوقف عنف المستوطنين ومحاسبة الجناة. سنمنع المسؤولين عن عنف المستوطنين من دخول المملكة المتحدة للتأكد من أن بلدنا لا يمكن أن يكون موطنا للأشخاص الذين يرتكبون هذه الأعمال الترهيبية».
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه سيقترح فرض عقوبات على المستوطنين اليهود المسؤولين عن أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وأيدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
ونددت فون دير لاين الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي بـ»تصاعد» أعمال العنف التي يمارسونها والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.
وقالت فون دير لاين في ستراسبورغ: «يتسبب تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المتطرفون من المستوطنين معاناة هائلة للفلسطينيين».
وأضافت أن «ذلك يعرض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. لهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص المتورطين في الهجمات في الضفة الغربية».
وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قد ينقلب ضد إسرائيل إن لم تتم السيطرة عليه.
وحذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من تصعيد أمني في الضفة الغربية، بسبب عدم مسؤولية الوزراء في الحكومة. كما ندد مفوض السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالهجمات التي يرتكبها «مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين» في الضفة الغربية، معربا عن «قلقه العميق» إزاء ذلك.
وقبل أيام أعلنت الخارجية الأميركية، توقيع عقوبات على مستوطنين إسرائيليين. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: «فرضنا قيودا على التأشيرات تستهدف متورطين بالعنف في الضفة الغربية».
وأضاف بلينكن أن بلاده ستواصل السعي لتحقيق المساءلة عن جميع أعمال العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية، مطالبا إسرائيل باتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الفلسطينيين من الهجمات المتطرفة.
وظلت إدارة بايدن تثير مخاوفها بشأن عنف المستوطنين مع الحكومة الإسرائيلية سرًا وعلنًا لمدة ثلاث سنوات، وفقًا للمسؤولين الأميركيين.
ولكن منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، حدث ارتفاع كبير في عدد الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين.
وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» قبل أسبوعين، ذكر الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة تستعد لإصدار حظر على تأشيرات الدخول للمستوطنين المتطرفين المتورطين في هجمات ضد الفلسطينيين.
وقبل يوم واحد من نشر المقال الافتتاحي، أرسل بايدن مذكرة إلى العديد من وزراء الحكومة يطلب منهم إعداد عقوبات محتملة «ضد أفراد أو كيانات تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال تهدد الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية.
من جانب آخر ألمح مسؤول رفيع في حماس لإمكانية اعتراف الحركة بإسرائيل، ولأن تصبح حماس جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، كخطوة نحو إنهاء الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية.
وقال موسى أبو مرزوق، في مقابلة أجراها، الاثنين، مع موقع «المونيتور» Al-Monitor: «عليكم اتباع الموقف الرسمي.. الموقف الرسمي هو أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بدولة إسرائيل».
يذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية، وهي المظلة المعترف بها دولياً لأغلب الفصائل الفلسطينية باستثناء حماس والجهاد، اعترفت رسمياً بـ»حق إسرائيل في الوجود» في 1993. وفي المقابل قبلت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، قال أبو مرزوق، وهو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس: «نسعى لأن نكون جزءًا من منظمة التحرير ونحترم التزاماتها»، مضيفاً أن «حماس لا تزال تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967».
وشدد أبو مرزوق قائلاً: «لا يجب أن يحصل الإسرائيليون على حقوقهم على حساب الآخرين». كما أكد أن «الانتخابات هي التي ستحدد من يدير قطاع غزة».
يأتي هذا بينما أعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات تفضي لوقف الحرب من دون «استبعاد المقاومة الفلسطينية من أي ترتيبات» مستقبلية.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ثلاثة فلسطينيين، أمس الخميس، في مداهمة إسرائيلية مستمرة بمدينة جنين ومخيم اللاجئين بالمدينة الواقعة بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة في بيان إن شاباً توفي متأثراً بجراحه صباح أمس الخميس جراء العملية الإسرائيلية المتواصلة في جنين لليوم الثالث على التوالي، ما يرفع حصيلة القتلى، منذ الثلاثاء، إلى 11. وأضافت أن فلسطينيين آخرين قتلا خلال الليل.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعمل على «كشف عبوات ناسفة مزروعة أسفل الطرق لمهاجمة قوات الأمن».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى في جنين إلى 10 منذ فجر الثلاثاء.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 286.
ولليوم الثالث على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته عسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان الأربعاء، إن «الوضع بمخيم جنين في تدهور مستمر» نتيجة اقتحام القوات الإسرائيلية.
وأضافت: «هناك عشرات النداءات والاستغاثات لحالات مرضية ولا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليها» بسبب الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الجمعية إلى أن «عشرات المواطنين يعانون من نقص حاد في حليب الأطفال، والخبز حيث يحتل الجيش الإسرائيلي منازلهم ويمنعونهم من الخروج منها».
هذا وقال شهود عيان إن قوات إسرائيلية ترافقها جرافات اقتحمت مدينة جنين من محاور عدة وداهمت مخيمها ونشرت قناصتها على أسطح بنايات مرتفعة وفجرت عدة منازل.
وأضاف الشهود أن قوات من الجيش فرضت حصاراً على أحياء في المخيم، وتمركزت أمام مداخل الطوارئ في مستشفيات جنين الحكومي والرازي والأمل».
كما شرعت الجرافات في تدمير البنية التحتية وممتلكات للمواطنين في المخيم، في حين اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش وفلسطينيين وسُمعت أصوات تفجيرات، وفقاً للشهود.
من جهة أخرى فيما تشهد الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس يوماً جديداً من التصعيد والقتال العنيف، ذكرت شبكة تلفزيون «سي إن إن» CNN الأميركية، أمس الخميس، أن نحو نصف القنابل التي قصفت بها إسرائيل غزة من نوع جو-أرض كانت قنابل غير موجهة وتعرف باسم «القنابل الغبية»، قد تسبب سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في المناطق المكتظة بالسكان.
ونقلت «سي إن إن» عن مصادر قولها إن من 40 إلى 45 في المئة من القنابل التي استخدمتها إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي كانت قنابل غير موجهة، فيما كانت البقية ذخائر موجهة بدقة.
وأوضحت الشبكة أن القنابل غير الموجهة أقل دقة في إصابه أهدافها وقد تشكل تهديدا أكبر على المدنيين خاصة في غزة المكتظة بالسكان، ما قد يساعد على ارتفاع أعداد القتلى بين المدنيين.
وقد أدى القصف الإسرائيلي على غزة، المرفق بعمليات برية إلى تدمير جزء كبير من القطاع، وتردي الأوضاع الإنسانية ومقتل أكثر من 18,500 فلسطيني، وتشريد ونزوح أكثر من 1.5 مليون فلسطيني بعد تدمير منازلهم.
هذا وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» Times of Israel، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل أحد جنوده خلال المعارك في غزة ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء الهجوم البري إلى 116. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء مقتل عشرة ضباط وجنود في معارك بقطاع غزة.