
«وكالات» حذر البرلمان الأوروبي أمس الأربعاء من أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا سيكون لها “تأثير هائل” على نظام الغذاء العالمي وستزيد من تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في العديد من الدول.
جاء ذلك في تقرير اعتمده البرلمان خلال جلسة عقدها بمقره الرئيسي في مدينة “ستراسبورغ” الفرنسية شدد فيه على “الدور الحاسم” الذي تؤديه كل من أوكرانيا وروسيا في نظام الغذاء العالمي “حيث تعتمد الكثير من الدول النامية عليهما في استيراد الغذاء”.
وذكر التقرير الذي تم اعتماده بأغلبية 602 صوت مقابل معارضة 15 وامتناع 20 عضوا عن التصويت أن “الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون له تأثير هائل على نظام الغذاء العالمي الأوسع وسيزيد من تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان”.
وأشار إلى أن الحرب في أوكرانيا تضعف نظاما غذائيا عالميا هشا بالفعل تضرر من تأثيرات جائحة فيروس “كورونا المستجد - كوفيد 19”.
وأعرب التقرير عن القلق إزاء عدم إحراز العالم تقدما نحو تحقيق أهداف التغذية العالمية موضحا أنه “بدلا من الاقتراب من الالتزام المتفق عليه دوليا بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030 فإن مستويات الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي تتزايد في المقابل مرة أخرى في جميع أنحاء العالم”.
وحث التقرير في هذا السياق الاتحاد الأوروبي على حماية حق الدول النامية في الغذاء كما دعا المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الكتلة الأوروبية إلى زيادة إسهاماتها في برنامج الأغذية العالمي.
كما طالب بشكل أكثر إلحاحا الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بتغطية فجوة التمويل على الفور في النداءات الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2022 لشرق إفريقيا والشرق الأوسط “حيث توجد هناك حاجة ماسة إلى دعم إضافي”.
على صعيد متصل حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن شعوب العديد من البلدان معرضة لخطر المجاعة لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف الغذاء.
وقال المدير الألماني للمنظمة الأمية، مارتن فريك، في تصريحات لمحطة “دويتشلاند فونك” الألمانية الإذاعية أمس إن أكبر المشكلات في الوقت الحالي لا تتعلق بالتوافر، ولكن في الوصول إلى الغذاء، موضحا أن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى هي الأكثر تضررا من الأزمة.
وبحسب “الألمانية”، قال فريك: نحن ننتج ما يكفي... هناك ما يكفي بالفعل، لكن جائحة كورونا الآن استنفدت الاقتصادات الوطنية بالكامل لأكثر من عامين، موضحا أن أكثر من 36 دولة لديها معدل تضخم أعلى من 25 في المائة، وقال: “لذا فإن الأزمة تكمن في أن الأفراد لم يعودوا قادرين على تحمل تكلفة الطعام”، مشيرا إلى أن أزمة أوكرانيا تؤدي إلى تفاقم أزمة الإمدادات.