العدد 5175 Monday 12, May 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير تلقى دعوة لحضور القمة الخليجية - الأمريكية صاحب السمو : أهلا بكم على أرض المحبة والسلام المخيزيم : سنصل بنسبة الطاقة المتجددة إلى 50 في المئة بحلول 2050 محمد أبو الوفا سفيراً جديداً لمصر لدى الكويت 5 صيادين يعودون لبر الأمان بعدما تاهوا لـ 55 يوماً بالبحر اليابان تفتتح أول كلية لعلوم الديناصورات وفاة مروعة لشاب يمارس الطيران الشراعي في لبنان الأمير استقبل الرئيس اللبناني ضيفا عزيزا بين أهله الأمير : أهلا بكم على أرض المحبة والسلام صاحب السمو تسلم دعوة من خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية - الأمريكية في الرياض الشهر الجاري ولي العهد استقبل رئيس مجلس الوزراء بالإنابة رئيس الحرس الوطني: التنسيق لتحقيق التكامل الخليجي رئيس الوزراء بالإنابة استقبل وفد المركز الوطني للأمن السيبراني المشارك في (التمرين الخليجي الرابع) الفصام : ملتزمون بتعزيز مكانة الكويت كمركز إقليمي للاستثمارات الرقمية وتطوير البنية التحتية التكنولوجية (الوطني) و(نفط الكويت) يوقعان مذكرة لتبادل الخبرات والمعرفة وتطوير الموظفين (أرزان) أقرت في عموميتها توزيع 3 % نقداً و5 % أسهم منحة عن 2024 (حماس) : يجب رفع كلمة (لا) لحرب التجويع بوجه نتنياهو ترامب يبدأ زيارة للمنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات الشرع يؤكد أهمية دور السعودية بتعزيز وحدة أراضي سوريا تونس تتغلب على الإمارات والعراق يفوز على المغرب خيطان واليرموك يهبطان إلى دوري (زين) للدرجة الأولى كاظمة يحرز لقب كأس الاتحاد للشباب للكرة الطائرة (عبدالعزيز السريع أثره وتأثيره في فرقة مسرح الخليج العربي) بوسي شلبي وورثة محمود عبد العزيز على صفيح ساخن .. والأزمة تشتعل

منوعات

(عبدالعزيز السريع أثره وتأثيره في فرقة مسرح الخليج العربي)

لاشك أن كاتبنا الكبير وأديبنا النابه عبد العزيز السريع هو أحد أعمدة الثقافة الخليجية عامة والكويتية خاصة فقد استطاع أن يحفر اسمه بمداد الذهب وحروف من النور على جدار الزمن فهو من الشخصيات التي تركت ولاتزال بصمات خالدة على الفنون والثقافة بما قدم من أعمال لايزال صداها يتردد حتى يومنا هذا بعد أكثر من نصف قرن فهو شخصة قوية في غير عنف وهين لين في غير ضعف ابتسامته تسبقه يشعرك بالراحة والطمأنينة حينما تلتقيه لأول مرة كأنه يعرفك منذ زمن بعيد لا يخلو مجلسه من العلم والثقافة والملح والنوادر والفكاهة فلا تمله أبدا وتتمنى أن تطول الجلسة وأنت في حضرته قدم للساحة الثقافية والفنية عشرات الأعمال الفنية والثقافية وأصبحت شخصيته ونتاجه الأدبي والفني محل دراسة لطلاب الماجستير والدكتوراه والنقاد وفيما يلي نستعرض أحدث المؤلفات الأدبية التي تناولت شخصيته وإنتاجه ورصدت العديد من الوثائق واللقطات النادرة وهو كتاب «عبدالعزيز السريّع أثره وتأثيره في فرقة مسرح الخليج العربي» يقع الكتاب في 319 صفحة وهو من منشورات دار كلمات واعتمد فيه الكاتب والباحث المخضرم أمجد زكي على كم هائل من المراجع والمصادر في التوثيق حينما قرر التصدي للكتابة عن هذه الشخصية الثرية المعطاءة.
المعادلة الصعبة
ما يهم حقاً هو أن تبقى الفكرة، ويبقى النقاء، ما يهم حقاً هو أن يبقى مسرح الخليج العربي معبرًا عن إرادة الخير. داعيًا إلى القيم الأصيلة، مؤكدًا بإصرار على أن المسرح يجب أن يوظف لمصلحة الناس، وأن لا يتخلى عن الفن في أبهى صوره وأجملها وأمتعها، وأن لا ينزلق إلى الإسفاف ويتدنى إلى السذاجة، وأن لا تجره دعاوى الجماهيرية إلى نبذ كل ما هو مفيد والركض وراء السطحية، بلى، إن الجمهور مطلوب؛ فالمسرح بلا جمهور لا معنى له إطلاقًا، ولكن على المخلصين أن يفكروا كثيرًا ويجربوا طويلًا حتى يحققوا المعادلة الصعبة، وهي أن يقدموا فناً رفيعاً ومتميزاً وجماهيرياً في آن واحد.
تلك كانت مقدمة الأستاذ عبدالعزيز السريّع لكتاب «مسرح الخليج العربي في ربع قرن» الذي صدر عام 1988، وقد اختارها الكاتب والباحث أمجد زكي لتتصدر كتابه الذي صدر مؤخرًا عن دار كلمات للنشر والتوزيع والذي حمل عنوان: «عبدالعزيز السريّع.. أثره وتأثيره في فرقة مسرح الخليج العربي، وهي مقدمة تعكس اهتمام صاحب السيرة بالفكرة التي تأسس عليها مسرح الخليج العربي وانحيازه للفن الرفيع الذي يحقق معادلة القيمة والجماهيرية. 
في مقدمته التي دونها زكي يتحدث عن علاقته بالكاتب عبدالعزيز السريّع فيقول: «عاصرته على مدى أكثر من ربع قرن، في عدد من المواقع العملية وفي مختلف مشاهد الحياة ومحطاتها، كما أن أحاديث الذكريات والذكرى التي طالما جمعتنا في فناء مسرح الخليج العربي وفي مكتبه بالمجلس الوطني وفي المركز الإعلامي الكويتي بالقاهرة و»قهاوي» الدقي (أثناء الغزو) ثم مؤسسة البابطين، وحتى في جلساته العلاجية بمشفى مبارك، كونت لديَّ إلماما ليس بقليل عن حياته إنساناً وكاتباً وداعماً للموهوبين.. وللناس، والتقيت من خلال كل ذلك مع تجربته الاستثنائية لذيذة المذاق، وأدركت تواقيعه الكبيرة في المسيرة الحضارية للثقافة وللفن الكويتي والعربي» بينما يذكر أن كتابه الجديد هو أقرب إلى دراسة حول دور الكاتب عبدالعزيز السريّع في مسرح الخليج العربي، ككاتب.. ومؤسس.. وصانع، واعتمدنا فيه على آراء النقاد في أعماله، ورصداً لنشاطه في الفرقة، وحرصنا أن يكون كل ذلك مؤيدًا بالوثائق والصور ما أمكننا ذلك.
شهادة ميثم بدر
حول مسيرة عطاء الكاتب عبدالعزيز السريّع للحركة المسرحية والثقافية – ولمسرح الخليج العربي بشكل خاص – يقول رئيس مجلس الإدارة ميثم بدر في تقديمه للكتاب:  لقد كانت ستون عامًا – وتتواصل بإذن الله – قدم فيها الرجل كل ما هو جميل ومبدع، وجعل المسرح وسيلة للتعبير عن الشأن العام والضمير الوطني والإنساني، وله في ذلك تميز الريادة والصدارة، كتب المسرحيات وحاضر عن المسرح وحاور في كل شؤونه، وأدار بكفاءة مدهشة العمل الإداري والإنتاجي وقدم إسهامات فكرية غنية متنوعة؛ حاملاً بذلك الأثر و»صنع التأثير» وهو عنوان هذا الكتاب الذي لا يتناول كل المسارات الإبداعية والعملية لكاتبنا الكبير عبدالعزيز السريّع إنما يقتصر على دوره مع فرقة مسرح الخليج العربي.
ويضيف بدر: أقول لك يا أبا منقذ إنك دومًا في موضع التكريم في نفوسنا أمس واليوم وغدًا.. كما وأنني إذ أحيي فيك دعمك للشباب لأثني على تواضعك فأنت وقد ملأت الدنيا فنًا وعملًا وشهرة غير أنك أبعد الناس عن الغرور وأصدقهم في الترفع والنزاهة.. أبقاك الله ذخرًا لعائلة السريّع الكريمة ولمسرحنا مرجعًا وللثقافة جسرًا وفخرًا.
المحاور التسعة
.. دراسة شاملة
قسّم زكي كتابه إلى تسعة محاور، بدأها بتأثير البيئة التي نشأ فيها السريّع، ومرورًا بمواهبه المبكرة، ثم انضمامه لفرقة مسرح الخليج العربي وظروف تأسيسها ومقراتها الأولى. وتطرق كذلك إلى مسيرته في الكتابة المسرحية، وتحليل القيم الفنية لأعماله، ودوره المهم في تأسيس وتطوير المسرح الاجتماعي... ويختم بدراسات نقدية وشهادات لستة شخصيات ثقافية ومسرحية، إضافة إلى وثائق نادرة وصور أرشيفية تضيء محطات مهمة من حياته، بما في ذلك مشاهد من أعماله المسرحية.
السريّع واحد 
من المعقدين
يذكر المؤلف أن عبدالعزيز السريّع انضم إلى المجموعة المؤسسة لمسرح الخليج عقب الإشهار مباشرة وأسهم في تأسيس ما أطلق عليه لاحقًا «مسرح الكلمة» متجاوزًا مرحلة الارتجال إلى الأعمال الجادة، حتى لقَّب النقاد الفرقة بـ «مسرح المعقدين» ليس فقط بسبب «تبنيهم الأعمال الجادة» إنما أيضاً لأن من كان يزور مسرح الخليج يجد كل عضو جالسًا في زاوية يكتب أو يقرأ، أو تجد مجموعة تتناقش في قضايا فكرية، مبتعدين بذلك عن اللغو ولعب الورق (الكوت بوستة)، كما أن الفرقة ظهرت بثوب ثقافي مختلف حينما أصدرت مجلة «الكلمة» وحينما تبنت إقامة ندوات ثقافية عقب عروضها المسرحية.. فكانت في ذلك فريدة ومختلفة.
إشادات محلية وعربية واسعة
رصد الكاتب كم كبير من الآراء النقدية حول النصوص المسرحية لعبدالعزيز السريّع، ونلاحظ الجهد الكبير والثري الذي بذل في الإحاطة بهذه الآراء والاستنتاج منها، وشمل ذلك كبار الكتاب والنقاد والأدباء في الكويت والبلدان العربية ومنهم: ألفريد فرج، الفنان السوري أسعد فضة، د.إبراهيم عبدالله غلوم، د. سليمان الشطي، سليمان الخليفي، د. خالد عبداللطيف رمضان، د. محمد مبارك بلال، إسماعيل فهد إسماعيل، ليلى العثمان، عميد الصحافيين البحرينيين علي السيار، عبدالرحمن بن زيدان (جامعة فاس المغربية)، المخرج والمؤلف المسرحي المغربي عبدالكريم برشيد، الناقد الأدبي الفلسطيني وليد أبو بكر، خالد سعود الزيد، الناقد والأديب السعودي الدكتور عبدالله المعيقل، الناقد الأدبي السعودي عبدالله الغذامي، البروفيسور القطري محمد كافود، الشاعر والأديب اللبناني بول شاؤول، د. نجمة إدريس، أستاذ قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بالجامعة الأردنية ونائب رئيس الجامعة البروفيسور محمد شاهين، الصحافي والقصاص والمسرحي التونسي عز الدين المدني، الكاتب والسياسي ووزير الثقافة والاتصال الجزائري الأسبق د. محيي الدين عميمور، سعدية مفرح، محبوب العبدالله، الكاتب المصري نعمان عاشور.. وغيرهم.
موسوعة المسرح
أشار الكتاب إلى إدراج اسم عبدالعزيز السريّع في موسوعة المسرح الصادرة عن المركز القومي للترجمة (مصر)، وهي ترجمة لدليل كيمبردج للمسرح، أحد أبرز المراجع العالمية في هذا الفن، مما يكرّس مكانة السريّع في سجل المسرح العربي والعالمي.
خلاف الستينيات
من أبرز ما يكشفه الكتاب وثائق نادرة حول ما عُرف بـ»خلاف الستينيات»، الذي كاد أن يؤدي إلى ابتعاد السريّع وصقر الرشود ومحمد المنصور عن فرقة مسرح الخليج العربي. كما تضمّن الكتاب ثلاثة جداول توثق الجوائز والتكريمات والإصدارات التي نالها السريّع خلال مسيرته.
وفي خاتمة الكتاب، يخلص أمجد زكي في تجربة السريّع إلى أن:
«لم تكن أيام كاتبنا الكبير عبدالعزيز السريّع في هذه الرحلة الطويلة دون أثر، بل إنه نسج تجربة استثنائية لذيذة المذاق، وقد وجدناه خلال صياغته لها جميل المعشر، حلو الحديث، ذا سماحة فائقة، وصبر واسع، يصغى للجميع ويحيط الجميع باستثنائية الترحيب،  لم يدخل الغرور إلى نفسه حينما اكتشف الجميع ذكاءه وفطنته وقيمة عطائه، ولم يتسلل اليأس إليه حينما لم تكن أيامه كلها عسلًا وسمنًا ويسرًا، ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية، وملتمسًا للآخرين العذر في سوء الظن، أو حينما لا يكون الاستعداد على قدر العمل والمسؤولية... علاقاته الممتدة على مساحة الوطن العربي تعكس مكانته وتبين «عروبته» وهو الذي يؤمن بأن المستقبل لا يكون آمنًا إلا بالتلاحم العربي.. هو من الشخصيات التي لا يمكن أن تسمح للتعقيد أن يتحكم في حياتها ولا يخضع للافتراضات والتأويلات.. تظل أبرز سماته العفوية والتلقائية والبساطة المتعمقة والرؤية النافذة للحياة».
وفي النهاية يعتبر هذا الكتاب مجرد محطات سريعة في مشواره الفني الخاص بدوره في فرقة مسرح الخليج العربي لكن السريع يحتاج الى العديد من الدراسات والأبحاث التي تتناول سيرته ومسيرته بالنقد والتحليل والمتابعة والتأويل لكي تكون نبراسا للأجيال القادمة وتقدم دروسا مستفاده في الاخلاص والعطاء 
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق