
لم يكن أحد يتخيل أن محمود عبد العزيز الذي أمتعنا علي مدى تاريخه الفنى، بالكثير من الأعمال الفنية الرائدة والمتميزة، سوف يكون حكاية يتناقلها العامة والخاصة في جلساتهم الخاصة، ليس بسبب عمل فنى ما، ولكن قصة الزواج من الإعلامية بوسى شلبى، التى ملآت الحياة بتصريحاتها المستمرة عن أنها ظلت حتى أخر أيامه زوجة له، وسط عالم لا يهدأ من الشائعات والحقائق التى تختفى وتظهر، وجد الجميع نفسه أمام حكاية غريبة، وظلت الشائعات تطارد الأعلامية المصرية بوسي شلبى وأخبار متداولة من هنا وهناك، حول علاقتها بالفنان الراحل محمود عبد العزيز وبين ذكريات زوجية عاشتها معه، واتهامات بالميراث، وشائعة الطلاق، وهل فعلا تزوجت شهر ونصف فقط وطلقها بعدها، وعادت مرة أخرى له دون أن يتزوجها من جديد بأوراق رسمية.
بدأت بوسي شلبي مشوارها الإعلامي في التسعينات، وبرزت بسرعة كواحدة من أبرز مقدمات البرامج الفنية في مصر والعالم العربي اشتهرت بإطلالتها المميزة ومشاركتها في تغطية مهرجانات كبرى مثل «كان»، «القاهرة السينمائي»، وغيرها.
تزوجت بوسي شلبي من النجم محمود عبد العزيز، أحد أعظم نجوم السينما المصرية، واستمر زواجهما حتى وفاته في 2016. لم ينجبا أطفالاً، لكن العلاقة بينهما كانت أقرب إلى «قصة حب ناضجة»، كما وصفتها هي في أكثر من لقاء.
ظلت بوسي ترافقه حتى لحظاته الأخيرة، وكان آخر ظهور علني لهما في مناسبة فنية قبل شهور من وفاته هذه هي الرواية التى ترويها بوسى شلبى، لكن في فبراير 2025، انتشرت عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وثيقة تشير إلى أن محمود عبد العزيز طلق بوسي شلبي قبل وفاته، وسرعان ما نفت بوسي ذلك عبر بيان رسمي أكدت فيه أنها كانت زوجته الشرعية وقت وفاته، وأن ما يتم تداوله يدخل في إطار تزوير الوثائق للتأثير على توزيع الإرث، وحاولت الإعلامية المصرية بكل الطرق أن تدافع عن زواجها من الفنان، وقالت في بيان منسوب عنها، «لم أكن فقط زوجة محمود، كنت عائلته في سنواته الأخيرة، ولن أسمح بتشويه سيرته أو علاقتنا.»
وظلت هذه العلاقة قائمة حتى وفاته، حتي أن البعض من زملائها عبروا عن استيائهم في من يشكك في زواج بوسي من الفنان، وأنهم كانوا يعيشون مع بعضهم البعض حتى أخر أيامه، بالإضافة إلى أن البعض أكد أنها كانت موجودة في عزاء الفنان في فيلا الشيخ زايد بالحى الراقي في القاهرة، وبقى ورثة محمود عبد العزيز صامتين خاصة الفنان كريم محمود عبد العزيز عن النفى أو التأكيد لاسيما أن البعض اعتبر ذلك مؤشرا عن وجود توتر داخلي، لكن مصادر مقربة أكدت أن العلاقات لا تزال قائمة وإن كانت فاترة، وأن العائلة لا ترغب في إثارة الجدل الإعلامي حول حياة والدهم الشخصية، حتى قرر ورثة المرحوم محمود عبد العزيز التحدث من خلال أصدار البيانات، وقالوا أن والدهم طلق بوسى شلبى بعد شهر ونصف فقط من الزواج في عام 1998، وكرروا أن الطلاق وقع بالفعل وأن علاقة عبد العزيز ببوسي منذ ذلك التاريخ لم تكن إلا علاقة عمل بين نجم كبير ومنسقة أعمال ومديرة إدارية لتنظيم الارتباطات والمهرجانات.
كما أكد محمد محمود عبد العزيز نجل الفنان، أن الإعلامية بوسى شلبى قد رفعت قضية في عام 2023 لإثبات أنها كانت ولا زالت علي ذمة والده لكنها خسرت القضية، ومن المقرر أن يصدر بيان خلال ساعات قليلة قادمة سوف يوضح فيه كل ذلك بالمستندات.
ولم تصمت الإعلامية بل ظلت تواصل دفاعها عن نفسها وأن علاقتها بزوجها المرحوم كانت علاقة زواج شرعية قانونية يعلمها الجميع سواء من الورثة أو الأقارب أو الأصدقاء وأن آخر بطاقة رقم قومي للفنان الراحل كان مثبت بها زواجه منها، وأن الإجراءات القضائية لم تنته بعد للقول الفصل والحاسم في هذا الموضوع، وأنها لا زالت متداولة وتحتكم فيها للقضاء المصرى.
ونشرت الإعلامية وثيقة تأشيرة عمرة بتاريخ 2 نوفمبر 2004 حيث دون اسم الزوج «محمود عبد العزيز» كمحرم لها، وأعلنت أن الخبر الذي تداولته بعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاص بواقعة طلاقها من الفنان الراحل أواخر التسعينيات غير صحيح، مؤكدة أن زوجها كان فوق مستوى الشبهات وعاش وتوفي وهي ما زالت على ذمته.
كما أوضحت أن كل ما في الأمر أن البعض قام بتزوير بعض الأوراق والمستندات، من أجل الحصول على قطعة أرض بدون وجه حق، مشيرة إلى أن الأمر محل تحقيق قضائي.
الإعلامية المصرية كشفت من خلال مجموعة من المستندات التى تدل علي أنها لازالت وسوف تظل زوجة للفنان محمود عبد العزيز، وأن ما يحدث ما هو إلا مؤامرة لإنسانة مخلصة لتاريخ زوجها والحب الذي ملآ حياتهم، حتى أنها لم تتزوج بوسي شلبي بعد وفاة محمود عبد العزيز، وتحرص سنويا على زيارة قبره في ذكرى وفاته، موجهة رسائل حب ووفاء تثير تعاطف جمهورها وتثير في الوقت نفسه تساؤلات حول دور الإعلامية في إعادة إنتاج صورة الوفاء رغم العواصف.
سوف تظل هذه الحكاية تظهر وتختفى مرات عديدة حتى يخرج علينا مستند رسمى يؤكد أو ينفي زواج وطلاق الإعلامية من فنان حفر أسمه وسط عشرات الفنانين وله رصيد حب واعتزاز وشهرة لدي الملايين في الوطن العربى، حيث أن محمود عبد العزيز هو أحد الذين مروا علي الحياة وتركوا ورائهم تاريخ فنى كبير، وللأسف نحن الأن نعيش في زمن تتداخل فيه الحقائق بالشائعات، وتبقى القصة الأصدق هى تلك التى يدافع عنها أصحابها.
محمود عبد العزيز فنان حصل علي بكالوريس الزراعة من جامعة الإسكندرية عام 1966، ثم على درجة الماجستير في العلوم الزراعية.
بدأ حياته الفنية في التلفزيون، حيث اشترك مع محمود ياسين ونيللي في مسلسل الدوامة من إخراج نور الدمرداش.
بدأت علاقته الحقيقية بالسينما عام 1974 في فيلم الحفيد كما قدم العديد من الأفلام الرومانسية خلال فترة سبعينيات القرن العشرين منها حتى آخر العمر، مع حبي وأشواقي، كفاني يا قلب وفي فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين بدأ في تقديم العديد من الأعمال الهامة منها الكيت كات، البحر بيضحك ليه، العار، الصعاليك، البريء، الكيف، جري الوحوش، وعلى الرغم من قلة المسلسلات التي شارك فيها، إلا أنه حقق نجاحا عندما قام ببطولة مسلسل رأفت الهجان، كما قدم عدة مسلسلات أخرى.
عاش محمود عبد العزيز من الفترة 4 يونيو 1946 إلى 12 نوفمبر 2016، وسوف يظل هذا النجم يطل علينا بأعماله الفنية التى أجاد فيها رسم الشخصيات السينمائية.